الأربعاء، 26 يوليو 2023

أبي عبدالله

 




كان سحره القديم كائناً فوق دكّته القديمة

بمجرد أن جلسنا هناك

دَفِئَ فنجان القهوة

ودَفِئَ قلبي

تألّقت العيون

وعَلَت القهقهات

شعور غريب كان يضغط بهدوء على فؤادي

يعتصره بلطف

كان حضوره طاغيًا رغم وفاته منذ ما يزيد عن العشرين عام

كما لو أن أنفاسه

عالقه في حجر البناء

وحديد الشبّاك الصدئ

وجذور النعناع

ونخلةٌ رؤوم، تضم باباً صغيراً

كان طريقهُ ليؤذن لكل فرض..

كان يتسرب من النوافذ حضوره الحنون …

بثوبه الشتويّ الأنيق

وصدرية مهندمة

ومعطف مخطط طويل

من ذات اللون

شامخاً

يتوكأ على "غدّاره" فضّية

باسماً، ممازحاً، ودوداً،

أو حزيناً

ولا أذكره غاضباً أبداً..!

لا أذكره غاضباً

أبداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق