كانَ المساء صاخِباً..
أصواتُ أنفاسنا التي أُنصت لها كُل يوم، يمحوها صوت الرعد..
حُجرتنا المُظلِمه.. يمرُق فيها ضياءٌ لؤلؤي كلما ضرب البرق..
أنا وإخوتي.. نلتحِفُ قُربنا.. ونتجاذب الغِطاء إلى كُل جانب..
ثمة شُعلةٌ مِن الذهب تعبر الحجرة من حينٍ لِآخر..
تساءلتُ مُطولاً يومها ما إذا كان البرق.. يتلوّن !!
مَضت أيّام.. وأعوام.. نَضُجت بما فيه الكِفايه لأُدرك حقيقة تلك الشُعلات..
ذاك الضياء الذهبي الذي كان يعبر بؤس مساءاتنا وينثر فيها تلألؤاً سعيداً..
كانت والدتي تُشعل سيجارةً لوالدي في محاولةٍ منها أن تُثير أحاديثاً ساهِره..
رَغم أن حُجرة وحيدة كانت تحوي كل أفراد عائِلتنا الصغيره..
ورَغم أن نحيبُ بعض إخوتي الفُجائي وسعلاتهم المتفاوته كانت تخلق أجواءً لا تُطاق..
كانت والدتي تُشعل سيجارةً لوالدي.. تتودد إليه.. وتنثر البهجة في قلبه..
تُمضي جِواره ليالياً هادئِه.. رَغم الصّخب ،،