الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023

وداع غير مقصود



لم أتجاوز أبدًا نظرته تلك

كانت محملة بعتب حزين

يده الدافئه تحتضن يدي بحب

كأنه مدرك بعمق روحه أن ذاك

هو لقاؤنا الأخير…..

وأنا أغادره على عجل

أقبله على عجل

ألملمني على عجل

كما لو أنني

حتماً

 سألتقيه غداً!

حتماً سألتقيه

ولو بعد غد

أو بعد بعد غد

أو بعد

بعد بعد

بعد

غد……..


الأربعاء، 26 يوليو 2023

أبي عبدالله

 




كان سحره القديم كائناً فوق دكّته القديمة

بمجرد أن جلسنا هناك

دَفِئَ فنجان القهوة

ودَفِئَ قلبي

تألّقت العيون

وعَلَت القهقهات

شعور غريب كان يضغط بهدوء على فؤادي

يعتصره بلطف

كان حضوره طاغيًا رغم وفاته منذ ما يزيد عن العشرين عام

كما لو أن أنفاسه

عالقه في حجر البناء

وحديد الشبّاك الصدئ

وجذور النعناع

ونخلةٌ رؤوم، تضم باباً صغيراً

كان طريقهُ ليؤذن لكل فرض..

كان يتسرب من النوافذ حضوره الحنون …

بثوبه الشتويّ الأنيق

وصدرية مهندمة

ومعطف مخطط طويل

من ذات اللون

شامخاً

يتوكأ على "غدّاره" فضّية

باسماً، ممازحاً، ودوداً،

أو حزيناً

ولا أذكره غاضباً أبداً..!

لا أذكره غاضباً

أبداً.