لا أرغب بإعادة رَصف ذِكرياتي القديمة..
أحببتها مُبعثرة ومتراصِفة دون نظام..
إعتدتها.. وإعتادها قلبي.. وإستوطنت أظهُرها حبات الغبار..
وأنا أخشى نفض الغُبار..
أعاني حساسية نادرة.. أعاني خوفاً.. وإكتئاب..
وأخشى إن أنا حركتها..
تظهر الأفاعي من تحت أغلفة الصور..
أخشى أن تغدو مكتبة قلبي كئيبة
بعد أن أفنّدها على نظام ديوي العشري..
فتقد بهجتها.. وتفقد زائِرها الوحيد.. تفقدني..
أحببتكم مُبعثرينَ داخلي.. مُتراميّ الأطراف..
لا أرى منكم سوى أغلِفةٍ وبقايا تكاد تختفي..
وأرففٌ مُثقلةٌ بحِملها.. وكرسيٌ وحيد.. أنفضه كل يوم..
وأمضي فوقه نصف عمري..
أُخمّن ألوان الصفحات.. وطولها وعرضها..
وأستطلع محتوياتها في فنجاني المقلوب ،،